مجلد 2 عدد 1 (2022)
افتتاحية هيئة التحرير
تشق مجلة التجديد العربي طريقها بثبات و عزم في سبيل المساهمة في تحقيق الأهداف الطموحة لمعهدنا العالمي للتجديد العربي، و ذلك بمساهمة المنتسبين إلى هذه المؤسسة الواعدة ممن أسسوا انتماءهم إليه على مبادئ البذل و التطوع و الطموح نحو تحقيق مشروع لتجديد الفكر العربي بعزم و ثبات .
و يأتي العدد الثالث ليحقق إضافة رسمت منذ التأسيس بأن تكون مجلة علمية محكمة تنشر الفكر الحر و المتجدد و تذود على قيم البناء الحضاري الخلاقة مؤمنة بمصير عربي واحد في سياق الانفتاح المستمر و الدفاع الدائم على قيم الحرية و التقدم وفق استقراء للواقع و التاريخ العربيين استقراء يعتمد على الاستلهام و القراءة النقدية بأدوات و مناهج جديدة و رؤى حية مواكبة لمسار التطور العالمي في شتى المجالات. لذلك كان العمل حثيثا لدى كل من مروا بهيئة التحرير و لا يزالون من خلال الارتباط الفعال بأنشطة المعهد العالمي للتجديد العربي الذي يؤويها و يصدرها و من خلال توسيع العلاقة مع مواقع إنتاج المعرفة و مراكز البحث و الجامعات العربية و العالمية بغرض بناء علاقات تعاون مثمرة و مجددة لفائدة أبناء الأمة من نخب علمية و ثقافية مع التركيز على النخب الشبابية الذين يحتلون حيزا معتبرا بين منتسبي المعهد و الناشرين على صفحات مجلته التي ما فتأت توليهم مكانة خاصة باعتبارهم جيل القيادة في المستقبل القريب.
لقد سعت هيئة التحرير منذ أن كان يديرها الأستاذ الدكتور عماد الشيخلي جازاه الله كل خير عما قام به من جهد بمعية الهيئة السابقة إلى اليوم بهدف تطوير آليات عمل المجلة و تحسين مخرجاتها من خلال القيام بعدة خطوات تعزز مكانة مجلة التجديد و تؤهلها لكي تكون مجلة علمية محكمة , كالحصول على ترقيم دولي الكتروني و ترقيم دولي ورقي، فضلا عن توسيع مجالات البحوث المقبولة للنشر و ضبط عملية اختيارها و العمل على إخضاعها لعملية التحكيم الموضوعي حفاظا على سمعتها العلمية و ضمانا لكسب ثقة طالبي النشر فيها و مؤسساتهم العلمية و البحثية التي ينتمون إليها .
لقد ركزنا في هذا العدد على نشر المادة المتعلقة بالعلوم الإنسانية و ما يجاورها باعتبارها المجال الأكثر تداولا الآن، في انتظار أن ننشر في محور خاص بداية من العدد القادم ما يرد على المجلة من أبحاث و دراسات في مجال العلوم التطبيقية التي نعتبرها دون أي شك مجالا حيويا و وسيلة أساسية للتنمية و التقدم. و على كل حال فمجلتنا مازالت ناشئة و تسعى إلى الانتشار و احتلال المكانة اللائقة بها بين المجلات العلمية العربية المحكمة واثقين من أن الفترة القادمة ستكون أفضل و أشمل و أكثر تلبية لمجمل التخصصات العلمية.
إن طموحنا نحو التجويد و التحسين في أعداد مجلتنا سيبقى قائما دون توقف لأن إرضاء النفس عن النفس غاية لا تدرك بسهولة. فنحن واثقون أن عملنا لن يكون مثاليا ومكتملا بالصيغة التي نرضى و يرضاها لنا من منحونا ثقتهم، فذلك قابل للتطوير طالما توجد بيننا إرادة صلبة نستمدها من رسالة معهدنا باعتباره مؤسسة بناء و خلية تفكير تهدف إلى الارتقاء بالمعارف و العلوم في فضائنا الحضاري العربي من خلال رسالة التجديد.
رئيس هيئة التحرير
الأستاذ الدكتور محمد نجيب بوطالب