علاقة التأثير والتأثر بين الفصيح والعامي ومجهودات المؤسسات العربية للحفاظ على هويتها اللغوية
الملخص
بدأت في الاونة الأخيرة ظواهر لغوية جديدة تطفو على السطح وتمس سلامة اللغة العربية الفصحى، بفعل تزايد المطالب الداعية إلى استعمال العامية في شتى المجالات بما فيها مجال الصحافة والإعلام. ومع التطور التكنولوجي الحاصل صار التحدي أكبر، وصارت المؤسسات الإعلامية مطالبة ببذل مجهود مضاعف فيما يتعلق بخلق التوازن بين عامل السرعة في نشر الخبر، والجودة من حيث اللغة المستعملة على مستوى الوحدات المعجمية. وقد أضحت بعض الجرائد والمجلات تفضل كتابة موادها الصحفية بلغة دخيلة أو ذات سجل لغوي غير معياري، يوظفها الصحفيون في كتاباتهم بحروف عربية، حيث يصعب عليك وأنت تقرأ المقال أن تنطقها بشكل سليم كما لو كانت مكتوبة بحروف لغتها الأصلية، وبالتالي يصعب فهم معناها من طرف العامة، في حين أن لتلك الكلمات مقابلات باللغة العربية.
قدمت الباحثة من خلال هذه الدراسة مجموعة من الأمثلة لكلمات وعبارات مترجمة حرفيا وعامية استعملها الصحفيون بكل من جريدتي الصباح والمساء المغربيتين، ودور القوانين والمجامع اللغوية في النهوض بوضعية اللغة العربية بصفة عامة، كما اقترحت مجموعة من التوصيات التي من شأنها الارتقاء باللغة المستعملة بمختلف وسائل الإعلام، وتفادي الأخطاء التي من شأنها إضعاف الفصحى وطمس الهوية العربية وتخريب الذوق العام.