الثقافة الجديدة للشباب في المجتمع العربي: بين الحاجة إلى الإشباع الافتراضي ومخاطر الإدمان الإلكتروني
الملخص
تحظى ثقافة الشباب باهتمام واسع في الأدبيات السوسيولوجية الغربية مفهوما وممارسة بوصفها ثقافة فرعية تشير إلي أسلوب حياة مستقل عن عالم الكبار، بما للشباب من خصائص وقيم واتجاهات وسلوكات تمثل جميعها نوعا من اللغة والقيم الخاصة والتصرفات المتميزة التي تغلب عليها روح التمرد، والعناد، والغطرسة تجاه الكبار، والتهور، الشذوذ السلوكي، والانحراف الشكلي والمظهري مثل لباس أزياء مغايرة، وممارسات ثقافية مغايرة. ولذلك تتجه بعض الكتابات السوسيولوجية إلى اعتبارها ثقافة مضادة أو معادية Counter Culture"". ولا شك أنّ حضور وسائل الاتصال الحديثة كبير في تشكيل هذه الثقافة الجديدة، بدءا بالقنوات الفضائيّة التلفزيونية وانتهاء بالانترنيت ومنصاتها مرورا بالوسائط والبرمجيات والتطبيقات الإلكترونية.. التي أصبحت تتدخل بعمق في تشكيل وعي عموم الناس ولا سيما النشء في أدق تفاصيل الحياة اليوميّة للأفراد. وذلك في ظل تراجع أدوار المؤسسة التقليديّة وأدوارها في التنشئة وبناء الذوات. لذلك يبقى البحث في موضوع الشباب ووسائطه الجديدة حتمية لابد منها بل أدت إلى تنوع في ثقافات الاستخدام بما فيها الثقافة الرقمية. أمام هذا التنوع يصبح للشباب مؤسسات افتراضية مختلفة تشارك وبقوة في تنشئتهم الاجتماعية، مما يهدد مرجعيتهم. ومن ثم يطرح موضوع الثقافة الفرعية للشباب في علاقته باستخدامات هذه الفئة للتقنيات الجديدة للاتصال والوسائط الرقمية ومنصاتها جملة من الأسئلة المنهجية في علاقة بتلك الاستخدامات ومآلاتها، سؤالها المركزي هو:
ماذا ننتظر من الثقافة الافتراضية في علاقتها بالناشئة؟ وكيف يمكن للشباب أن يستفيد إلى أقصى حدّ من هذه الثقافة الافتراضيّة للثورة المعلوماتية ودونما انعكاسات سيئة أو مسيئة له تنشويا؟ وماهي خصائص ومقومات العلاقة القائمة القائمة بين النشء وثقافته الفرعية الافتراضية الجديدة بين الإشباع الافتراضي ومخاطر الإدمان الإلكتروني وإدمان الوسائط؟