في قلب الإسناد في العربية رأي ونظر
الملخص
هناك ظواهر كثيرة في اللغة العربية قام العلماء قديمًا وحديثًا يحللونها ويقفون عليها، ومن ثم إصدار الحكم عليها إما بالقبول أو بالرد، ومن هذه الظواهر التي وردت لها شواهد كثيرة في اللسان العربي :- ظاهرة قلب الإسناد، أو قلب الإعراب. ومن العلماء من أقر بوقوعها في الكلام وقَبِلَها، ومنهم من ردَّها وأوَّل شواهدها، ومن العلماء من توسط بين المذهبين، فوضع شرطًا للقبول.
وتهدف هذه الدراسة إلى طرح نظرة جديدة في التعامل مع قلب الإسناد، تساعدنا في الحكم عليها، والتعرف على جانب من جوانب الإبداع اللغوي الذي يكمن في تلك الظاهرة.
ومن أجل تحقيق ذلك اعتمد الباحث على المنهج الوصفي التحليلي منهجًا للبحث.
ومن أبرز النتائج التي توصلت إليها الدراسة : أن القلب في الإسناد نوع من أنواع شجاعة العربية، وشجاعة العربية مصطلح تدخل تحته ظواهر مختلفة، كالحذف والتقديم والتأخير ونحو ذلك، ويمكننا أن نُلحق بها قلب الإعراب. القلب نوع من أنواع النبر الدلالي في الكلام، وذلك لما فيه من العناية ببعض الألفاظ عن طريق تقديمها وتأخير سواها. القلب ليس مجرد رخصة يمكن للمتكلم أن يأخذ بها عند وضوح المعنى دون الإعراب، وإنما هو صورة من صور البلاغة، والخروج عن المألوف في التعبير، مما في ذلك من الإبداع والتطور.