"ذكاء اللغة والخطاب في الانتقال من حوار الثقافات الى أطروحة الصراع والهيمنة الثقافية"

المؤلفون

  • سعيد ارديف

الكلمات المفتاحية:

الحوار/ التعايش- الصراع /العنف -الثقافة / الحضارة.

الملخص

لا شك أن المجتمعات البشرية كما الأفراد تماما، بحكم ارتقائها في النوع تنحو نحو التواصل والتفاهم والتعايش والسلم، لكن بحكم غريزتها فهي لا تخلو أيضا من النزوع إلى الصراع والرغبة في الهيمنة ونفي الغير بغرض تثبيت الذات وضمان البقاء. فإذا كانت الحضارات القديمة قد عرفت صراع الإمبراطوريات الزراعية الكبرى في العصور البدائية، وتلتها فترة نزول الرسالات السماوية التي ساقت العالم إلى حوارات الأديان في العصور الوسطى، فإن السعي وراء مراكمة الأموال في ظل الصراعات التجارية والاقتصادية سيعود من جديد في العصر الحديث وفي الأزمنة المعاصرة، مما سيمكن القوى الكبرى في العالم من اكتشافات جغرافية وقارية مهمة كانت السبب في حلول حقبة جديدة من الثورات والحروب والأطماع الاستعمارية التي وسمت الدول الإمبريالية، ما إن تخلص منها العالم حتى آل إلى الحرب الباردة والصراعات الإيديولوجية التي أفرزت بدورها أخطر أنواع التنافس والاحتكاك، وأضحى بعدها الرهان الثقافي والعولمة الثقافية حاضرين بقوة.

     إنها سيرورة تاريخية لمختلف الحضارات والثقافات الإنسانية وهي تعج بالاحتكاك والتنافس إلى حد الصراعات والحروب، لتتبوأ الحضارة الغربية فيها موقع القوة، وفي تطور هذه الأخيرة وتقدمها باتت تلوح بقيم التنوير والحوار والتعايش والتعاون والسلم والأمن وغيرها من المفاهيم والخطابات الحداثية الرنانة، لكن في عمقها وجوهرها تسعى إلى ترويج أخرى مبطنة لتستمر في السيادة والتحكم والغلبة من خلال خطابات الغزو والهيمنة واستخدام شتى أنواع العنف وأشكاله وتوظيف الاليات التكنولوجية للرفع من حدته وإذكائه بتقنيات الإعلام والاتصال. هكذا يشتد الصراع وتنكشف الثقافات التي تحن إلى العودة إلى بربريتها من جديد.

التنزيلات

منشور

2024-07-31

إصدار

القسم

المقالات