المنظومة التربوية المغربية ومتطلبات مجتمع المعرفة:الإمكانات والتحديات
الملخص
أولت المنظومة التربوية المغربية اهتماما خاصا بمجتمع المعرفة، من خلال البرامج الإصلاحية الواسعة التي اعتمدها المغرب، والتي لم تقف عند حدود ضمان شروط الجودة المرغوب فيها، بل تعدتها لتجعل الرهان على مجتمع المعرفة الآلية الأنجع لشق طريق التطوير والتجديد وفق مقاييس دولية معترف بها، وذلك بغاية خلق تنمية شاملة في جميع المجالات، وبناء رأسمال بشري مسلح بمقومات معرفية تستجيب لتحديات العصر الراهن. على اعتبار أن التعليم هو أساس بناء النخب التي تشتغل في كافة القطاعات التي يعول عليها في إرساء أسس تنمية مستدامة.
ازداد وعي المملكة المغربية، جراء التحولات المجتمعية، بكون مجتمع المعرفة هو مفتاح التطوير والتجديد وخلق شروط التنمية وضمان استمراريتها، وصاحب هذا الوعي التطلع لإصلاح جدري في المؤسسة التربوية المغربية، باعتبارها البوابة لكل تجديد مرغوب فيه، ووضع القطيعة مع الإصلاحات المتراكمة و المتكررة التي لم ينجم عنها إلا الإخفاقات المتتالية التي عطلت مشروع خلق مجتمع المعرفة، وذلك لسوء استثمار الطاقات البشرية الشابة القادرة على الابتكار والتجديد، ولمحدودية الاهتمام بتعميم تكنولوجيا المعلومات والاتصال في المنظومة التربوية، التي تعد بدورها بابا من أبواب الانفتاح على مجتمع المعرفة، وغيرها كثير من المعوقات التي أخرت انخراط المغرب في مجتمع المعرفة بالمقاييس المتطلع إليها.
إيمانا منا بأن بناء مجتمع المعرفة سيرورة متواصلة ومستمرة تمر حتما عبر قناة المنظومة التربوية، فإن تأهيل هذه الأخيرة عبر مداخلها الأساسية هو أولى خطوات البناء؛ من خلال تثمين وحسن استثمار الموارد والإمكانات التي تتوفر عليها، والوقوف على الإكراهات والتحديات التي تواجهها.