ألهمّ الكيانيّ بين تعب الماهيّة والقابليّة الصنميّة
الملخص
إذا كان التاريخ رؤية تدعم رواية، فعلينا أن نتزوّد برواية ونتسلّح برؤية لكي نؤسّس لمسار الوعي في التاريخ. غير أنّ اللبنانيّ ضائع بين نصّ السلطة وسلطة النص، وحجّة السلطة وسلطة الحجّة، ومغتبط بقبول خسارة تصديق نصّ السلطة الذي يعمل على تهزيل وعيه، وتغميس واقعه في حبر التعصّب السائل المادح للعبة الديمقراطيّة التي تخضّعه لأعتى صنميّات هذا العصر. وتبيانًا لهذا الوجه من الغرابة، يوجد من الأصنام أكثر ممّا يوجد من الحقائق في هذه الحياة التي تقيّدنا بإسارها وأوهامها. ولا ريب في أنّ الحقيقة عند كمال الحاج تنبثق من التقعيد الثلاثيّ المبني على الانتماء الأمين والائتمان النبيل والإيمان العميق بلبنان الرسالة. غير أنّ آليّات السلطة التواطؤيّة عمدت إلى اختزالها في براديغم السياسة الصنميّة، وهذا الأمر أدّى إلى اغترابها. إذًا، المعركة دائرة في هذه الدراسة بين رحى الفكرة الحقيقيّة عند كمال الحاج والوثنيّة المجتمعيّة. وفي هذا الإطار نتلمّس استحالة المطابقة مع النموذج الجاهز والمثال المفارق، وذلك نتيجة لترّهات التخالف والتحالف القائمة بين المثال والواقع. وما يجب تفعيله هو إسقاط أشكال التعادلات بين العالمين لكي تتعيّن في المشاهدة والفعل.