النظام الدولي قيد التشكيل ومشهد ديمومة التردي وبداية التغيير العربي في عام 2040

المؤلفون

  • مازن الرمضاني عربي عراقي

الملخص

يستوي هذا البحث والمحاولة الإستباقية لاستشراف المستقبلات المحتملة لكل من النظام الدولي والوطن العربي حتى عام 2040, هذا لآن الاستشراف الإستباقي, ومن ثم الاقتراب المبكر من المعطيات المحتملة للزمان القادم, حيث سيعيش الإنسان, هو مصدر إسناد وقوة. لهذا لا غرابة في أن يحظى إستشراف المستقبلات بإهتمام واسع في عالم الشمال خصوصا, وكذلك في بعض دول عالم الجنوب.

إن نوعية  التحديات الداخلية والخارجية, التي تجابهها أمتنا العربية حاليا, واحتمال امتداد تاثيرها السلبي إلى الزمان القادم, ينبغي أن تكون مدخلا مؤججا نحو دفع العقلية العربية إلى الآنحياز للمستقبل, ومن ثم الإرتقاء بالإستجابة العربية إلى مستوى هذه التحديات . ولنتذكر أن الإستجابة عندما تكون بمستوى التحدي, فإنها لا تحول دون الإستلاب الحضاري فحسب, وإنما تؤسس أيضا لمعطيات اللحظة التاريخية وابداعاتها.

وبحثنا, الذي انطلق من إشكالية وفرضيات وتساؤلات محددة, وأعتمد على مقاربة محددة, هي مقاربة بناء المشاهد, سبيلا لحل تلك الإشكالية, وتاكيد صحة فرضياتها, والإجابة على تساؤلاتها, انتهى إلى أن هيكلية تعدد الاقطاب الدولية, هي التي ستشكل المشهد المستقبلي البديل والمرجح للنظام الدولي, الذي هو في هذه المرحلة الإنتقالية الراهنة, قيد التشكل. ويُرد ذلك إلى أن هذه المرحلة الإنتقالية تقترن بثمة معطيات لا تسمح مخرجاتها بعودة النظام الدولي إلى الإقتران بهيكلية القطبية الدولية, سواء الاحادية أو الثنائية .

كذلك انتهى البحث إلى أن مشهد ديمومة التردي وبداية التغيير في أن, هو المشهد المستقبلي البديل والمرجح على الصعيد العربي  في عام 2040. فهذا المشهد الذي يجمع بين مخرجات تلك الاختلالات الهيكلية المتنوعة , التي استمر الجسد القومي العربي لصيقا بها عبر الزمان ,والتي, لتجذرها في الواقع العربي, من المرجح أمتدادها إلى الزمان القادم العربي, وكذلك بين مخرجات تلك المعطيات العربية, التي تفيد أن الوطن العربي لا يستطيع أن يكون بمنأى عن عملية تغيير العالم, ومن ثم تؤشر بدايات التغيير في الواقع العربي, ومن ثم  النهوض والإرتقاء.

وفضلا عن ما تقدم, انتهى البحث إلى تناول انماط سلوك قوتان كبريتين, هما الصين والولايات المتحدة الآمريكية, اللتان ستشكلان , بجانب سواهما, النظام الدولي متعدد الاقطاب, حيال الدول العربية انطلاقا من معطيات التنافر والتكامل, التي يجسدها مشهد ديمومة التردي وبداية التغيير, وفضلا عن ذلك تناول البحث المعالم المحتملة لابرز أنماط السلوك السياسي الخارجي للدول العربية حيال  مجمل القوى التي ستشكل النظام الدولي متعدد الاقطاب.

ويبقى السؤال المهم, ماذا ينبغي علينا, نحن العرب, في هذه المرحلة الانتقالية من تطور العالم, أن نفعل؟ هل نترك غيرنا يحدد لنا  مشاهد مستقبلاتنا ويختار ما يريدة هو لنا ؟ أم نعمد نحن إلى إستشراف مستقبلاتنا ونعمد إلى إختيار المشهد, الذي نريد والذي يفضي بنا إلى إلإرتقاء, ومن ثم نعمل من أجله ابتداء من الحاضر؟

ونرى أن الجواب لا يحتاج إلى تأمل طويل. فاذا تركنا غيرنا يحدد المستقبل لنا, فإنه سيعمد إلى تحديده لنا في ضوء مصالحه العليا أولا وأخيرا. أما إذا عمدنا نحن إلى إختياره وصناعته اعتمادأ على الذات, فإننا نستطيع التمهيد لدور عربي فاعل ومؤثر, إقليميا وعالميا. فالقدرات العربية مجتمعة تؤهل العرب إلى أن يكونوا قوة أقليمية كبرى بشرط احتواء معطيات التنافر ودعم معطيات التكامل, والتوظيف الآمثل للقدرات, خدمة للمصالح الوطنية والقومية , التي لا تتقاطع.

ومن اجل صناعة المستقبل العربي المرغوب فيه, لنتجنب الانتظار السلبي والدخول في دائرة اللآفعل, و/أو ردود الفعل. أن اللاعبين الفاعلين في هذا العالم الصغير والمتغير هم الذين يصنعون المستقبل. ونحن نستطيع الشىء ذاته, إن اردنا ذلك, وبضمنه معاكسة التاريخ, الذي يريده اعداء أمتنا العربية  صناعته لنا. ولنتذكرأن المستقبل يبقى صناعة بشرية.

التنزيلات

منشور

2021-07-28

إصدار

القسم

المقالات