التحديات الثقافية نحو بلوغ الهدف الخامس من أجندة التنمية المستدامة 2030

الملخص

يعد مفهوم الثقافة من أكثر المفاهيم المتعددة المعاني وفقاً للفترات والسياقات الاجتماعية والتاريخية، فهو يعبر عن حقيقة معقدة من الضروري ضبطها وفق مقاربتها ضمن هذه الورقة البحثية، فهذا المفهوم هو جوهري في رصد تحديات المجتمعات العربية نحو بلوغ الهدف الخامس من أجنده التنمية المستدامة 2030. وكما البدء في ضبط مفهوم الثقافة ودينامياته أساسي في هذا البحث، كذلك هو حال كافة المفاهيم الفاعله في الثقافات العربية بهدف التغيير باتجاه تنموي فيه الكثير من التحديات لبنيه تكويناتها التاريخية والموروث الحي والمعاش فيها. ونقصد بها مفاهيم: المساواة، العداله الاجتماعية والتمكين.

يشكل هذا المدخل التفسيري لمعنى المفاهيم القسم الأول من هذه الورقه، بهدف إظهار حجم التحديات الأساسية التي تواجه التغير الثقافي في المجتمعات العربية بناءً على معاني مصطلحات التغيير ودلالاتها في الثقافة العربية.

المحور الثاني من هذه الورقة خصص لقراءة أوراق مؤتمر المرأة العربية والتحديات الثقافية، الذي عقد في شهر شباط من هذه السنه، فهذه القراءة توضح مدى حدود نجاح الدول العربية في مسارها نحو تحقيق المساواة بين الجنسين، لا سيما وأن أوراق هذا المؤتمر قد قدمت قراءات حديثه للكثير من أوجه تقدم هذا المسار في ميادين مجتمعية عربية عدة، سواءٌ على المستوى الابستمولوجي، الرمزي، التأريخي، وحتى على مستوى قياس تجارب التمكين.

المحور الثالث من هذه الورقة خصص لقراءة حالة لبنان بهدف رصد مباشر للتحديات الثقافية فيه نحو تحقيق المساواة بين الجنسين، فنحن نعتبر أنه، وإن كانت الدول العربيه تتشابه في  الكثير من مصادر ثقافاتها المعاشه، إلا أن لكل دوله خصوصياتها، وتركيبتها وأساليب تعاطيها وتجاربها التنموية في قضايا المرأة.

بعد قراءه مستفيضه للمحاور الثلاث، تخلص الورقه لإبراز أن التحديات الثقافية ما زالت كثيره في مسار تحقيق المساواة بين الجنسين، إن على المستوى العام للدول العربية، أو بشكل خاص في لبنان، فالطريق شائك  وفيه الكثير من العقبات، لا سيما منها عقبات الاستقرار، واستدامه التراكم لصالح حقوق المرأة، بإختصار، ما زال المشوار التنموي في هذا السياق طويلاً.