المقال جدلية الانا و الاخر : القدس المملوكية في عيون الرحالة فيليكس فابري

المؤلفون

  • آمال الفطناسي المعهد العالي للغات بنابل

الكلمات المفتاحية:

القدس، المماليك، الأنا و الآخر، لتفاعل، لإقصاء، لرحلة، المسيحي

الملخص

ندرس في هذا المقال العلاقة بين الأنا و الآخر خلال أواخر الفترة الوسيطة وبداية العصر الحديث معتمدين في ذلك علي كتاب«الرحلة إلى بيت المقدس في القرن الخامس عشر» للكاتبة الإنكليزية هيلدا فرانس مركريت بريسكوت، كتابنقلإلى الفرنسية من قبل توما لا بريفين.

إعتمدت بريسكوت في كتابها علىشهادات وروايات مجموعة من الحجاج، من مشارب و جنسيات مختلفة، فنقلت آرائهم و انطباعاتهم عن القدس المملوكية وسكانها وشذرات عن الحياة اليومية بها. والواقع أن المؤلفةإعتمدت بصفة خاصة كتاب فيليكس فابري« إيفاكاتوريوم الأخ فيليكس فابري »، أو خواطر و تأملات الأخ فيليكس فابري، وذلك خلال رحلته إلى بيت المقدس في القرن الخامس عشر، وهي شهادة مباشرة ورواية حيةلبيت المقدس في تلك الفترة من تاريخ المشرق الإسلامي.

إن جنس الرحلةهام جدا في الدراسات الحضارية،لما يحتوي عليه منأخبار مباشرة وفورية، يلتقطها الكاتب مباشرةمن وقائع وأحداث تدور على مرآى ومسمع منه. كما أن هذا الجنس من الكتابةيتيح للقارئ التعرف على تفاصيل الحياة اليومية، في القدس تحديدا،تفاصيلغالبا ما أهملها المؤرخ الكلاسيكي. كما أن طبيعة كتابة الرحلة التي لا تلتزم بالضرورة بنفس القيود المنهجية و القواعد العلمية للكتابة التاريخية تمكن الرحالة من تنويع مصادره ومن الإقدام دون تردد لتسجيل انطباعاته الذاتية ؛فهي كتابة تتداخل فيها السيرة الذاتية مع الأشكال السردية الأخرى العلمية منها والأدبية. ولقد أولينا في هذا البحث عناية خاصة للتفاعل بين الأنا و الآخر على المستوى الديني والثقافي، مبرزين التداخل بين الإيديولوجي والذاتي في نقل الصورة عن الآخر.

خلصنا في هذا البحث إلى أن ما نقله فيليكس فابري من ملاحظات عن الإنسان في أبعاده الرمزية والمادية، فيما يتعلق بعلاقاته الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية و النفسية و الأخلاقية و الدينية، إنما يندرج كله ضمن المبحث الأنثروبولوجي من وصف حياة الناس اليومية وذكر عاداتهم وطبائعهموطعامهم وشرابهم وأفراحهم وأحزانهم،مرورا بوصف المرأة ماديا و معنويا، ثم الرجل في لباسه و جلسته وتدينه ولغتة، فيحاول صاحب الرحلة في هذا الصدد اكتناه أسرار اللغة والتمكن من مفرداتها،علما منه أنها المدخل الأمثل لمزيد التعمق في شخصية الآخر و ثقافته، فتستوقفه في ذلك الإتجاه طريقة التدريس في المدارس القرآنية، ويتناول بالدرسالمعتقدات والعادات والتقاليد و الثقافة،وذلك كفيل بدفعنا إلىمساءلة تاريخنا كما كتبه الآخر ومحاولة التفريق داخله بين الذاتي و الموضوعي .

تبين لنا من خلال هذا المقال أن الرحالة الحاج فيليكس فابري حاول الابتعاد عن تنميط الآخر، إلا أنه لم يتوفق تماما في ذلكفسقط في بعض المواطن من وصفه لبيت المقدس و سكانهاالمسلمين في إنحياز وانتصار لدينه، فأردنا دلائل عديدة علي ذلك و حاولنا ربطه بالسياق التاريخي و الحضاري العام الذي أنتج فيه هذا الخطاب.

لا يرقى أي شك لأهمية نص فيليكس فابري،فنرى من خلالهكيفتبنى الثقافات صورتها عن الآخر. فالآراء التي يعبر عنها هذا الرحالة و الصورة التي يعكسها ليست فقط ثمرة لتجربته الشخصية ولمحيطه الاجتماعي ولموروثه الثقافي، بل لشغف بالآخر المختلف شكلا ومضمونا.

التنزيلات

منشور

2021-07-28

إصدار

القسم

المقالات