عندما تعيد العروبة إنتاجها فى ظل الحكومات غير العربية الأحواز مثالا
الملخص
الملخص
يقطن العرب الأحوازيون وهم يشكلون٣ بالمئة من مجموع سكان إيران في عام ١٩٨٦[1]، على الضفة الأخرى من الخليج و بشكل خاص في الأحواز (محافظة خوزستان كما يسميها الإيرانيون) الجنوبية الغربية المجاورة للعراق. وقد كان لهم دور سياسي مهم، عبر التاريخ ولاسيما أثناء الحرب العراقية – الإيرانية، حيث كان هنالك طمع بما في هذه المنطقة من نفط والمطالبة بضمها إلى العالم العربي بناء على أنها عربية. وكما يظهر من موقعها الجغرافي، فإن يقطن العرب في موقع القلب الإقتصادي والإستراتيجي الإيراني. في الواقع إن صناعة النفط ما تزال تمثل ما يقارب 80% من الصادرات الإيرانية، حيث يقع 70% من هذه الصادرات في إقليم الأحواز.
يتبنى العرب أداء إيران القانوني والسياسي ويخضع لنفس الحقوق والواجبات التي يخضع لها أي مواطن إيراني آخر. كما أنهم يتشاركون مع العرب في الضفة الأخرى من الخليج والعراق في اللغة ذاتها، والثقافة ذاتها، والتقاليد ذاتها، والتنظيم الاجتماعي-أي النظام القبلي- ذاته، إذ يشترك في جذوره مع القبائل الأصلية في اليمن، والمملكة العربية السعودية، والعراق، ودول أخرى من دول الخليج. على الرغم من أن عددا من المجتمعات العربية يجهلون الكثير عن هذه الأقلية الإثنية في إيران.
يرى بعض المؤرخين أن التفاعل الثقافي ما بين عرب الأحواز والدول العربية انقطع منذ زمن بعيد، أي منذ عام ١٩٢٥ حين أسر آخر أمراء الأهواز الشيخ خزعل الكعبي على يد رضاخان البهلوي، ومن ثم خضع العرب إلى سياسات التفريس كباقي القوميات في إيران منذ حكم البهلويين. وقامت النخبة الأحوازية بدور مهم في تفعيل مؤلفات الهوية العربية وتنشيطها وإعاقة دمج هويتهم العربية في الهوية الوطنية، من خلال استغلال فضاءات ثقافية وسياسية خاصة منذ فترة حكم الإصلاحيين.
تناقش هذه الورقة سؤالا رئيسا و هو:
كيف يقوم الأحوازيون بإعادة إنتاج هويتهم الثقافية العربية في ظل الظروف الراهنة؟
و في إطار هذا السؤال تناقش أسئلة فرعية و هي:
أولا: ماهي الطرق الحديثة التي يتبناها الأحوازيون من أجل إعادة إنتاج هويتهم الثقافية العربية؟
ثانيا : ماهي أهم فضاءات التي تستغلها النخبة لتفعيل مؤلفات الهوية الثقافية ؟
يستند هذا العمل إلى البحث في الأدبيات وتحليل مستمد من دراسات علمية وكتب وموسوعات ومجلات ومواد إعلامية بأربع لغات العربية والانجليزية والفرنسية و الفارسية و مقابلات فردية شبه منظمة.
وتكمن أهمية هذه الورقة في أنها تناقش الدينامية الهوياتية الثقافية الأحوازية كما أنها تعتبرمن الأعمال الأكاديمية الأولى في هذا المجال ان لم تكن السابقة.
[1] لا توجد إحصاءات دقيقة للأقليات القومية في إيران بسبب السياسات الحاكمة التي تقلل من عدد الاحصاءات و تزعم بأن العرب يشكلون مابين ١ الى ٢ بالمئة و الحركات السياسية التي تبالغ في اعداد الإحصاءات و تزعم بان العرب يشكلون ٥ الى ٦ بالمئة من عدد سكان ايران و خاصة بعد الثورة الإيرانية ١٩٧٩ . لذلك اعتمدنا في هذه الورقة البحثية على الإحصائية التي وردت في المصادر الفرنسية حرصا على الموضوعية.